سباق فرنسي -صيني لاعادة اعمار مرفاء بيروت

خمس شركات تتنافس للحصول على مناقصة تلزيم محطة الحاويات ومساع لتأجيلها

جوزف فرح

الانفجار الكبير الذي وقع في مرفاء بيروت في 4 آب الماضي وادى الى استشهاد حوالى 200 شخص وجرح اكثر من 6 الاف شخص وتضرر الاف المنازل والمؤسسات والقضاء على الاهراءات وتدمير ثلثي مساحة المرفاء بما فيه مستوداعاته وعنابره، هذا الانفجار ادى الى وضع مناقصة تلزيم ادارة وتشغيل وصيانة محطة الحاويات في مرفاء بيروت على «الرف» باعتبار ان الاولوية هي لاعادة اعمار هذا المرفأ قبل اي شيء آخر وثانيا البحث في الحلول الناجعة للطريقة الفضلى في ادارة هذا المرفق الحيوي وما يطرح في هذا المجال من قانون التشركة الذي وضع على نار حامية.

لكن ما عجل في طرح موضوع المناقصة ان محطة الحاويات سلمت من الانفجار بدليل انها عاودت العمل في الاسبوع الثاني من الانفجار وتكاد اليوم ان تكون المصدر الاساسي لاستيراد البضائع وثانيا معاودة الحديث عن امكانية تمديد العمل للشركة التي تشغله اليوم لمدة ستة اشهر اضافية بانتظار جلاء الموقف من المشاريع المطروحة لمرفأ بيروت.

لكن الشركات التي دخلت المناقصة وعددها خمس تطالب الاسراع في بتها باستثناء شركة «bctc» التي تدير المحطة وان رئيس مجلس ادارتها عمار كنعان يطالب بتمديد عمل الشركة.

والشركات الخمس المشاركة في المناقصة هي: «bctc»، شركة «cma cgm» رئيس مجلس ادارتها رودولف سعادة المدعومة من السلطات الفرنسية وشركة «china merchants port»، شركة «mak» لصاحبها اسكندر صفا والشركة الخامسة غالفتينير لصاحبها انطوان عماطوري الذي امن الرافعات في محطة الحاويات في المرفاء من الصين، كما ان شركته تدير محطة الحاويات في مرفاء طرابلس.

عقد التلزيم كان قد انتهى في كانون الثاني من العام 2019 ودفتر الشروط للدخول الى المناقصة الجديدة قد انجز بطلب من وزير الاشغال السابق يوسف فنيانوس بعد ان ادخلت عليه ادارة المناقصات بعض التعديلات والتلزيم على العرض الافضل اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا وليس على قاعدة السعر الادنى وبعد التثبت من العارض لمعايير الاهلية.

وتشمل المناقصة جميع الانشطة والعمليات ذات الصلة لاستقبال ونقل حاويات البضائع من سفن الشحن واليها عبر رصيف المرفاء ونقلها عبر ساحة المرفاءلتخزينها في المحطة وتحميلها على حافلات الشحن لنقلها برا، وذلك وفقا للمعايير العالمية الحديثة كما تشمل تطوير المحطة لزيادة قدرتها التشغيلية وتحسن الاداء وجودة الخدمة والنتائج المالية والحصة من السوق العالمي ومواكبة المتطلبات الجديدة من خلال تكييف المحطة ومتطلباتها.

والجدير ملاحظته ان سمات الشركات المشاركة في المناقصة ان هناك منافسة فرنسية – صينية للحصول على المحطة ومن بعده على اعادة اعمار المرفأ فغني عن البال ان شركة رودولف سعادة تتمتع بدعم فرنسي وشركة «china merchants port» التي تحظى بدعم صيني اضافة الى ان غالفتينير ليست بعيدة عن المؤسسات الصينية.

وفرنسا تبدو مرتاحة الى ما يجري في مرفاء بيروت حيث نالت ثلاث شركات فرنسية عقدا مع اللجنة الموقتة لادارة واستثمار مرفاء بيروت لاعداد الدراسات اللازمة لكيفية رفع الانقاض الناتجة من الانفجار والتعامل معها وفقا لافضل معايير البيئة، وهو بتمويل فرنسي.

على اي حال فإن تلزيم محطة الحاويات في المرفأ قد يكون مؤشراً الى من سيمتلك اعادة اعماره : فرنسا او الصين وما يحكى عن رغبة تركية بالمشاركة في هذه المشاريع ومن اجل ذلك يعمد المعنيون الى الاسراع في اطلاق المناقصة لمحطة الحاويات وهو المقدمة لمن يمسك باعمار مرفاء بيروت خصوصا ان الصين ابدت رغبتها بالدخول في المنافسة.

About mediasolution

Check Also

“عامل خفي” يحدث طفرات في حمضنا النووي ويسبب السرطان لدى غير المدخنين

 كشفت دراسة حديثة عن وجود صلة واضحة بين تلوث الهواء وحدوث طفرات جينية مسببة لسرطان …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *